تصميم ديكور

تصميم ديكور

تصميم ديكور

تصميم ديكور هو مزيجٌ بين العلم والفن، يهدف إلى استغلال المساحة بأمثل طريقة، مع إضفاء اللمسات الجمالية عليها، للحصول على تحفة فنية تظهر فيها شخصية العميل وتلائم احتياجاته، وفيما يلي نسلّط الضوء أكثر على الغرض من تصميم الديكور، وأهم المبادئ التي يقوم عليها.

ما هو تصميم الديكور

“تصميم الديكور” هو مصطلح يشير إلى التخطيط الأكثر كفاءة للمساحات الداخلية بأسلوب استراتيجي عملي مستدام يتناسب مع الاحتياجات البشرية، ويتوافق مع معايير الصحة والسلامة، مع خلق حلول فنية وإبداعية تخلق شكلًا جماليًا للمساحة.

يكمن الغرض من تصميم الديكور في تنفيذ أفكار العميل حول المساحة، في إطار رؤية مهنية شاملة تجمع بين العملية والراحة والجمال، وتقوم على أُسس مؤثرة، هي وظيفة المساحة، وشخصية العميل، والميزانية المتاحة.

المبادئ الأساسية لتصميم الديكور

اُصطلح على سبعة عناصر أساسية هي المبادئ التي يقوم عليها تصميم ديكور أي مساحة؛ نظرًا لتأثيرها القوي على شكلها، والرسائل التي تحملها، والانطباع الذي تتركه لدى من يراها.

تنبثق تلك المبادئ أساسًا من إنشاء حالة فردية وشخصية للمساحة والأشخاص الذين يعيشون فيها، وفيما يلي نسلّط الضوء على تلك المبادئ، ومدى تأثيرها على تصميم ديكور المساحة.

أولًا: المساحة

فهم المساحة المتاحة أمرٌ ضروري لإنشاء تصميم داخلي جيد يضمن الاستفادة المثلى منها، فحجم الغرفة وشكلها مسؤولان إلى حدٍ كبير عن حدود ما يمكن تنفيذه في المساحة، مع وجود احتمالية تكييفها بوسائل مختلفة، هدم جدار على سبيل المثال.

على عكس ما يتبادر إلى الذهن، ليس المطلوب من مصمم ديكور المساحة استغلالها بشكل كامل، فإن اتخاذ القرار بشأن استغلال المساحة أو تركها فارغة يرجع إلى رؤية المصمم وتحليله، واللذان يوصلانه إلى أنسب طريقة لتحقيق منظور وظيفة المساحة والتصميم.

أنواع المساحة

تنقسم المساحة الداخلية إلى:

  • مساحة إيجابية: وهي المساحة التي تحتوي على أشياء، على سبيل المثال الأثاث وقطع الديكور.
  • مساحة سلبية: هي المساحة الفارغة أو المفتوحة، بما في ذلك المساحات بين الأشياء.

لا بد من تحقيق التوازن بين المساحتين لتجنب التطرف في الازدحام والفراغ على حدٍ سواء، ويقع هذا التأثير رهن احتياجات العميل ووظيفة المساحة، وكذلك مقياس وحجم الأشياء الموجودة بها.

يؤثر نمط التصميم المتبع أيضًا على التوازن بين المساحات الإيجابية والسلبية، على سبيل المثال تزيد نسبة المساحة السلبية في التصاميم البسيطة عن مثيلتها في التصاميم المتوسطة.

ثانيًا: الشكل (النموذج)

المقصود بالشكل في تصميم الديكور هو الشكل المادي لأي جسم ثلاثي الأبعاد موضوع داخل المساحة، ويتباين وصف هذا الشكل بين النمط الهندسي والنمط الطبيعي، وكمصمم ديكور فإن الهدف هو تحقيق التوازن بين الأشكال، تفاديًا للشعور بالارتباك أو النفور من التصميم.

يظهر النمط الهندسي في عناصر تبدو من صنع الإنسان، مثل أغطية المصابيح أو اللوحات هندسية الإطار، بينما يظهر النمط الطبيعي عند استخدام عناصر عضوية تبدو من صنع الطبيعة، مثل النباتات.

عند اختيار أشكال لإنشاء تصميم داخلي لمساحة لا بد من مراعاة النسب بين مقياس الغرفة ومقاييس الأشياء بداخلها، إلى جانب مراعاة التناسق بين الأشكال المختلفة، لخلق الانسجام في المساحة، واستخدام الشكل السائد في جميع أنحاء الغرفة.

ثالثًا: الخط

تستطيع الخطوط في غرفةٍ ما جذب الأنظار بمجرد الدخول إليها، سواءً الخطوط الطبيعية للجدران أو الخطوط التي يصنعها التصميم بواسطة الأثاث أو غيره من العناصر، ومرة أخرى لا بد من خلق التوازن بين الخطوط المختلفة في المساحة لتحقيق الانسجام.

تساعد الخطوط في تشكيل ملامح الغرفة، وتوفر للتصميم الوحدة والتباين، باعتبار التأثير المختلف لكل نوعٍ منها، لذلك يعمل المصممون الداخليون على دمجها، مع التركيز على نوع واحد مهيمن يتوقف على رغبة العميل ووظيفة المساحة.

تنقسم خطوط تصميم الديكور إلى:

  • خطوط أفقية: تنشأ بفعل الطاولات والأسطح الموجودة في المكان، وتمنح الموجودين إحساسًا بالاستقرار، وكمصمم ديكور يمكن تسليط الضوء على هذا النوع من الخطوط لجعل الغرفة تبدو أوسع.
  • خطوط رأسية: يتم خلقها بواسطة عناصر مثل الأبواب والنوافذ، وهي تثير مشاعر القوة، بينما على المستوى الوظيفي يمكن أن تمنح الغرفة ارتفاعًا أكبر، وعادةً ما يتم استخدامها في المداخل، والمكاتب، وغرف الطعام.
  • خطوط ديناميكية: هي الخطوط المتعرجة أو القطرية أو المنحنية، وتتمتع بتأثير حيوي مليء بالطاقة، وتعمل على جذب الأنظار لفترات أطول، ويمكن العثور عليها في السلالم على سبيل المثال.

رابعًا: الضوء

ينقسم الضوء – من وجهة نظر التصميم الداخلي – إلى ضوء طبيعي وضوء صناعي، ويتم النظر إلى الضوء الطبيعي باعتباره العنصر الذي لا بد من احترامه عند إنشاء تصميم داخلي لمساحة؛ ذلك لأن فهمه بشكل صحيح يساعد في اتخاذ خيارات أفضل في عناصر التصميم الأخرى، مثل نظام الألوان على سبيل المثال.

عند تصميم إضاءة المكان لا بد من أخذ الأنشطة التي ستتم مزاولتها في المساحة بعين الاعتبار، حيث يتم تقييم الكمية والجودة على هذا الأساس، فبينما يتم استخدام إضاءة ناعمة في غرفة الطعام تحتاج غرفة المكتب إلى إضاءة أكثر سطوعًا.

بالإضافة إلى الغرض الوظيفي من الأضواء فإنها تملك القوة للتأثير على الحالة المزاجية للموجودين في المكان، ويمكن أن يكون هذا أكثر قابلية للتحكم باستخدام أدوات مثل جهاز التعتيم أو التلاعب بالمرايا والنوافذ والأبواب.

خامسًا: الألوان

يدرك أي مصمم ديكور جيد أهمية علم نفس اللون، ويسعى لاستخدامه في إنشاء تصميم داخلي مؤثر، لما له من قدرة على تحديد الوحدة وتغيير الصورة الحقيقية لمدى اتساع أو ضيق المساحة.

يمكن للون أن يحفز الاستجابة الجسدية والنفسية في الجسم، كما يمتلك القدرة على استدعاء الذكريات وتحريك المشاعر، على سبيل المثال يمكن أن يكون اللونان الأخضر والأزرق مناسبين لغرف النوم؛ حيث يتسمان بتأثيرهما الهادئ.

يتوقف اللون المستخدم في تصميم ديكور المساحة على الغرض منها والأنشطة المخطط للقيام بها داخلها، بالإضافة إلى دراسة تأثير كلٍ من الإضاءة الطبيعية والصناعية على اللون على مدار اليوم؛ إذ يمكن أن يتسببا في تغيير إدراك حقيقته.

تتحكم مساحة المكان أيضًا في اختيار اللون المناسب لها، فغالبًا ما يتم استخدام الألوان الفاتحة أو الأكثر سطوعًا في المساحات الصغيرة، لتوفير تأثير وهمي بكبرها، بينما تعطي الألوان الداكنة أبعادًا أقوى لمساحات أكبر.

سادسًا: النمط

من السهل أن تفرض الأنماط سيطرتها على التصميم الداخلي للمساحة، لذا لا بد من مراعاة ألا تطغى على عناصر التصميم الأخرى، وفي نفس الوقت يمكن أن يوفر المزج بين الأنماط في المساحات الكبيرة تأثيرًا جيدًا.

تأتي الأنماط بأشكالٍ مختلفة، منها الخطوط، والأشكال، والصور، والزخارف، ولا بد عند تنفيذها من مراعاة وظيفة المساحة وحجمها، ففي المساحات الصغيرة يُفضل استخدام الأنماط المعتدلة، والعكس صحيح.

يظهر تأثير الأنماط في تفاصيل التصميم، حيث يتم استخدامها في الوسائد، أو السجاد، أو ورق الحائط، ويتحكم أسلوب عرضها في ملائمتها للسياق والمنظور، حيث يمكن أن تظهر بعض الأنماط بشكل أفضل عند العرض عموديًا مقارنةً بعرضها أفقيًا.

سابعًا: الملمس

لا يدرك كل مصمم ديكور مدى تأثير الملمس عند إنشاء تصميم داخلي لمساحةٍ ما، فرغم أنه كثيرًا ما يتعرض للإهمال عند تصميم ديكور الكثير من المساحات إلا أن لديه القدرة على إضفاء بُعدًا خاصًا عليها.

يعمل مصمم الديكور المحترف على المزج بين القوام والمواد في المساحة لترك انطباعٍ خفي بالعمق، بدايةً من قطع الإكسسوار وحتى الأقمشة تؤثر التفاصيل من نوع اللمعان، النعومة… في إبداء المزيد من الاهتمام بالمساحة وخلق تأثير بصري أكثر إمتاعًا.

يأتي الملمس على نوعين:

  • الملمس المرئي: هو الانطباع البصري عن الملمس الذي تدركه العين بمجرد النظر إلى الجسم.
  • الملمس الفعلي: هو ما الملمس الحقيقي لخامة المادة، وله خصائص ثلاثية الأبعاد.

يضيف الملمس الكثير إلى جميع الكائنات التي يتم اختيارها داخل المساحة، فمن الأفضل إدارته بعناية، ومراعاته من الأسفل إلى الأعلى، ووضع الأشياء ذات الملمس المتناغم إلى جانب بعضها البعض.

يقدم مكتب SOL خدمات تصميم الديكور المتكاملة، في إطار رؤية العميل وبما يلبي احتياجاته، بدايةً من الرؤية والتصميم المبدئي، وحتى التنفيذ والتسليم النهائي، بعد إجراء التعديلات اللازمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *